الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.سورة البروج: .تفسير الآيات (1- 11): .شرح الكلمات: {واليوم الموعود}: أي يوم القيامة إذ وعدت لله تعالى عباده أن يجمعهم فيه لفصل القضاء. {وشاهد}: أي يوم الجمعة. {ومشهود}: أي يوم عرفة. {قُتل أصحاب الأخدود}: أي لُعن أصحاب الأخدود. {الأخدود}: أي الحفر تحفر في الأرض وهو مفرد وجمعه أخاديد. {إذ هم عليها قعود}: أي على حافتها وشفيرها. {وما نقموا منهم}: أي ما عابوا أي شيء سوى إيمانهم بالله تعالى. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {ذلك الفوز الكبير} حقا هو فوز كبير، لأنه نجاة من النار أولاً ودخول الجنة ثانياً. كما قال تعالى: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} .من هداية الآيات: 2- فضل يومي الجمعة وعرفة. 3- بيان ما يُبتلى به المؤمنون في هذه الحياة ويصبرون فيكون جزاؤهم الجنة. 4- الترهيب والترغيب في ذكر جزاء الكافرين والمؤمنين الصالحين. .تفسير الآيات (12- 22): .شرح الكلمات: {يبدئ ويعيد}: أي يبدئ الخلق ويعيده بعد فنائه ويبدئ العذاب ويعيده. {الغفور الودود}: أي لذنوب عباده المؤمنين المتودد لأوليائه. {ذو العرش المجيد}: أي صاحب العرش إذ هو خالقه ومالكه والمجيد المستحق لكمال صفات العلو. {في تكذيب}: أي بما ذكر في سياق الآيات السابقة. {من ورائهم محيط}: أي هم في قبضته وتحت سلطانه وقهره. {قرآن مجيد}: أي كريم عظيم. {في لوح محفوظ}: أي من الشياطين والمراد به اللوح المحفوظ. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود} كيف أهلكهم الله لما طغوا وبغوا وكفروا وعصوا نعم قد أتاك وقرأته على قومك الكافرين ولم ينتفعوا به لأنهم يعيشون في تكذيب لك يحيط بهم لا يخرجون منه لأنه تكذيب ناشئ من الكبر والحسد والجهل فلذا هم لم يؤمنوا بعد. وقوله تعالى: {والله من ورائهم محيط} أي هم في قبضته وتحت قهره وسلطانه لا يخفى عليه منهم شيء ولا يحول بينه وبينهم متى أراد أخذهم شيء. وقوله تعالى: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} يرد بهذا على المشركين الذين قالوا في القرآن إنه سحر وشعر واساطير الأولين فقال ليس هو كما قالوا وادّعوا وإنما هو قرآن مجيد في لوح محفوظ من الشياطين فلا تمسه ولا تقربه ولا من غير الشياطين من سائر الخلق أجمعين. .من هداية الآيات: 2- إن الله تعالى لكرمه يتودد لأوليائه من عباده. 3- فائدة القصص هي الموعظة تحصل للعبد فلا يترك واجباً ولا يغشى محرما. 4- بيان إحاطة الله تعالى بعباده وأنهم في قبضته وتحت سلطانه. 5- شرف القرآن الكريم، وإثبات اللوح المحفوظ وتقريره. .سورة الطارق: .تفسير الآيات (1- 17): .شرح الكلمات: {النجم الثاقب}: أي الثريّا والثاقب المضيء الذي يثقب الظلام بنوره. {لما عليها حافظ}: أي إلاّ عليها حافظ من الملائكة يحفظ عملها. {خلق من ماء دافق}: أي ماء ذي اندفاق وهو بمعنى مدفوق أي مصبوب في الرحم. {من بين الصلب والترائب}: الصلب: عظم الظهر من الرجل، والترائب عظام الصدر والواحدة تريبة. {يوم تُبلى السرائر}: أي تختبر ضمائر القلوب في العقائد والنيات. والسرائر جمع سريرة كالسّرّ. {ذات الرجع}: أي ذات المطر لرجوعه كل حين والرجع من أسماء المطر. {ذات الصدع}: أي التصدع والتشقق بالنبات. {لقول فصل}: أي يفصل بين الباطل وفي الخصومات يقطعها بالحكم الجازم. {وما هو بالهزل}: أي باللعب والباطل بل هو الجد كل الجد. {يكيدون كيداً}: أي يعملون المكائد للنبي صلى الله عليه وسلم. {وأكيد كيدا}: أي أستدرجهم من حيث لا يعلمون لأوقعهم في المكروه. {أمهلهم رويدا}: أي زمنا قليلا وقد أخذهم في بدر. .معنى الآيات: ما كل نفس إلاّ عليها حافظ من ربها يحفظ عملها ويُحصي عليها ما تكسب من خير وشر. وقوله تعالى: {فلينظر الإِنسان} أي الكافر المكذب بالبعث والجزاء {مم خُلق} أي من أي شيء خلق. وبين تعالى مما خلقه بقوله: {خُلق من ماء دافق} أي ذي اندفاق وهو المنيّ يصب في الرحم يخرج من بين الصلب والترائب أي يخرج الماء من صلب الرجل وهو عظام ظهره وترائب المرأة وهي محل القلادة من صدرها، وقد اختلف في تقدير فهم هذا الخبر عن الله تعالى وجاء العلم الحديث فشرح الموضوع واثبت أن ماء الرجل يخرج حقا مما ذكر الله تعالى في هذه الآية وأن ماء المرأة كذلك يخرج مما وصف عز وجل وصدق الله العظيم. وقوله تعالى: {إنه على رجعه لقادر} أي الذي خلقه مما ذكر من ماء دافق فجعله بشراً سوياً ثم أماته بعد أن كان حياً قادر على إرجاعه حياً كما كان وأعظم مما كان. وذلك يوم تبلى السرائر أي تختبر الضمائر وتكشف الأسرار وتعرف العقائد والنيات الصالحة من الفاسدة والسليمة من المعيبة ويومها {فما له من قوة ولا ناصر} ليس لهذا الكافر والمكذب بالبعث واليحاة الثانية ماله قوة يدفع بها عن نفسه عذاب ربّه ولا ناصر ينصره فيخلصه من العذاب. وقوله تعالى: {والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع} أقسم تعالى بالسماء ذات السحب والغيوم والأمطار، والأرض ذات التشقق عن النباتات والزروع المختلفة على أن القرآن الكريم قول فصل وحكم عدل في كل مختلف فيه من الحق والباطل فما أخبر به وحكم فيه من أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها هو الحق الذي لا مرية فيه واصلدق الذي لا كذب معه وقوله تعالى: {وما هو بالهزل} أي وليس القرآن باللعب الباطل بل هو الحق من الله الذي لا باطل معه. وقوله تعالى: {إنهم يكيدون كيدا} أي إن كفار قريش يمكرون بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وبدعوته مكرا ويكيدون لهما كيدا. وقوله: {وأكيد كيدا} أي وأنا أمكر بهم وأكيد لهم كيدا فمن يغلب مكره وكيده الخالق المالك أم المخلوق المملوك؟ فمهل الكافرين يا رسولنا أمهلهم قليلا، فقد كتبنا في كتناب عندنا {لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز} وقد أنجز الله وعده لرسوله والمؤمنين فلم يمض إلاّ سنيات قلائل، ولم يبق في مكة من سلطان إلا الله، ولا من معبود يعبد إلا الله. .من هداية الآيات: 2- تقرير أن أعمال العباد محصية محفوظة وأن الحساب يجري بحسبها. 3- بيان مادة تكوين الإِنسان ومصدر تكوين تلك المادة. 4- التحذير من إسرار الشر وإخفاء الباطل، وإظهار خلاف ما في الضمائر، فإِن الله تعالى عليم بذلك، وسيختبر عباده في كل ما يسرون ويخفون. 5- إثبات أن القرآن قول فصل ليس فيه من الباطل شيء وقد تأكد هذا بمرور الزمان فقد صدقت أنباؤه ونجحت في تحقيق الأمن والاستقرار أحكامه. .سورة الأعلى: .تفسير الآيات (1- 13): .شرح الكلمات: {الأعلى}: أي فوق كل شيء والقاهر لكل شيء. {الذي خلق فسوى}: أي الإِنسان فوسى أعضاءه بأن جعلها متناسبة غير متفاوتة. {والذي قدر فهدى}: أي قدر ما شاء لمن شاء وهداه إلى إتيان ما قدره له وعليه. {والذي أخرج المرعى}: أي أنبت العشب والكلأ. {فجعله غثاء أحوى}: أي بعد الخضرة والنضرة هشيما يابسا أسود. {سنقرئك فلا تنسى}: أي القرآن فلا تنساه بإِذننا. {إلا ما شاء الله}: أي إلا ما شئنا أن ننسيكه فإِنك تنساه وذلك إذا أراد الله تعالى نسخ شيء من القرآن بلفظه فإِنه يُنسي فيه رسوله صلى الله عليه وسلم. {ونيسرك لليسرى}: أي للشريعة السهلة وهي الإِسلام. {فذكر إن نفعت الذكرى}: أي من تذكر أو لم تنفع ومعنى ذكر عظ بالقرآن. {ويتجنبها}: أي الذكرى أي يتركها جانبا فلا يلتفت إليها. {الأشقى}: أي الكافر الذي كتبت شقاوته أزلا. {يصلى النار الكبرى}: أي نار الدار الآخرة. {لا يموت فيها ولا يحيا}: أي لا يموت فيستريح، ولا يحيا فيهنأ. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {إنه يعلم الجهر وما يخفى} هذه الجملة تعليلية لقدرة الله تعالى على أن يحفظ على رسوله القرآن فلا ينساه ومعنى يعلم الجهر وما يخفى أي أن الله تعالى يعلم ما يجهر به المرء من قراءة أو حديث وما يخفيه الكل يعلمه الله بخلاف عباده فإِنهم لا يعلمون ما يخفى عليهم ويُسرُّ به وقوله تعالى: {ونيسرك لليسرى} أي للطريقة السهلة الخالية من الحرج وهي الشريعة الإِسلامية التي بنيت على أساس أن لا حرج في الدين {وما جعل عليكم في الدين من حرج} وقوله تعالى: {فذكر إن نفعت الذكرى} من آيسناك من غيمانهم أو لم تنفع. لأنه صلى الله عليه وسلم مأمور بالبلاغ فيبلغ الكافر والمؤمن ويذكر الكافر والمؤمن. والأمر بعد لله. وقوله تعالى: {سيذكر من يخشى} أي سيذكر ويتعظ من يخشى عقاب الله إِيمانه به ومعرفته له {ويتجنبها} أي الذكرى {الأشقى} أي أشقى الفريقين فريق من يتذكر وفريق من لا يتذكر {الذي يصلى النار الكبرى} أي يدخل النار الكبرى نار يوم القيامة {ثم لايموت فيها} من جراء عذابها فيستريح {ولا يحيا} فيهنأ ويسعد إذ الشقاء لازمه. وهذه حال أهل النار ونعوذ بالله من حال أهل النار. .من هداية الآيات: 2- مشروعية قول سبحان ربّي الأعلى عند قراءة هذه الآية سبح اسم ربك الأعلى. 3- وجوب التسبيح بها في السجود في كل سجدة من الصلاة سبحان ربي الأعلى ثلاثا فأكثر. 4- مشروعية قراءة هذه السورة في الوتر فيقرأ في الركعة الأولى بالفاتحة والأعلى وفي الثانية بالفاتحة والكافرون، وفي ركعة الوتر بالفاتحة والصمد أو الصمد والمعوذتين. 5- أحب الرسول صلى الله عليه وسلم سورة الأعلى لأنها سورة ربّه وأن ربّه بشره فيها بشارتين عظيمتين الأولى أنه يُيسره لليسرى، ومن ثم ما خُير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين شيئين إلا اختار أيسرهما والثانية أنه حفظه من النسيان بأن جعله لا ينسى. ولذا كان يُصلي بهذه السورة الجمع والأعياد والوتر في كل ليلة ف صلى الله عليه وسلم. .تفسير الآيات (14- 19): .شرح الكلمات: {من تزكى}: أي تطهر بالإِيمان وصالح الأعمال بعد التخلي عن الشرك والمعاصي. {وذكر اسم ربه}: أي في كل أحايينه عند الأكل وعند الشرب وعند النوم وعند الهبوب منه وفي الصلاة وخارج الصلاة من تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير. {فصلى}: أي الصلوات الخمس والنوافل من رواتب وغيرها. {تؤثرون}: أي تقدمون وتفضلون الدنيا على الآخرة. {إن هذا لفي الصحف الأولى}: أي إن هذا وهو قوله قد أفلح إلى قوله وأبقى. {صحف إبراهيم}: إذ كانت عشر صحف. {وموسى}: أي توراته. .معنى الآيات: هذا هو طبعكم أيها الناس إلا من ذكر الله فصلى بعد أن آمن واهتدى في حين أن الآخرة خير من الدنيا وأبقى خير نوعاً وابقى مدة حتى قال الحكماء لو كانت الدنيا من ذهب والآخرة من خزف.. طين لاختار العاقل ما يبقى على ما يفنى، لأن الدنيا فانية والآخرة باقية وقوله تعالى: {إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى} أي إن قوله تعالى: {قد أفلح من تزكى} إلى قوله: {خير وأبقى} مذكور في كل من صحف غبراهيم وكانت له عشر صحف ولموسى، التوراة. .من هداية الآيات: 2- التزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة لفناء الدنيا وبقاء الآخرة. 3- توافق الكتب السماوية دليل أنها وحي الله وكتبه أنزلها على رسله عليهم السلام.
|